الإنكليزية) وقد أجاب عنه الشيخ بجواب ننقله عن تلك الجريدة مع السؤال ثم نبين رأينا فيه وهو:
(سؤال - ما قولكم- علماء الإسلام ومصابيح الظلام- أدام الله وجودكم- هل يجوز كتابة القرآن الكريم بالحروف الإنكليزية والفرنسية مع أن الحروف الإنكليزية ناقصة عن الحروف العربية ومعلوم أن القرآن الكريم أنزل على لسان قريش فالإنكليزي مثلا إذا أراد أن يكتب مصر بالإنكليزية تقرأ (مسر) أو أحمد تكتب (أهمد) ويكتب (شيك) بمعنى شيخ، لا سيما وإخواننا المسلمون في مصر يعرفون اللغة الإنكليزية وغيرها، وبعض المسلمين في جنوبي أفريقية في جدال عنيف منهم من يجوز ومنهم من يقول غير جائز.
أفيدونا ولكم الأجر والثواب من الله تعالى؟
(جواب - اعلم أن القرآن هو النظم أي اللفظ الدال لأنه الموصوف بالإنزال والإعجاز وغير ذلك من الأوصاف التي لا تكون إلا للفظ. وأما المعنى وحده فليس بقرآن حقيقة. وقيل إن القرآن حقيقة هو المعنى ويطلق على اللفظ مجازا. والحق هو الأول وعليه فلا يجوز قراءة القرآن بغير العربية لقادر عليها وتجوز القراءة والكتابة بغير العربية للعاجز عنها بشرط أن لا يختل اللفظ ولا المعنى. فقد كان تاج المحدثين الحسن البصري يقرأ القرآن في الصلاة بالفارسية لعدم انطلاق لسانه باللغة العربية. وفي النهاية والدراية أن أهل فارس كتبوا إلى سلمان الفارسي بأن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية فكتب فكانوا يقرأون ما كتب في الصلاة حتى لانت ألسنتهم وقد عرض ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه. وفي النفحة القدسية في (أحكام قراءة القرآن وكتابته بالفارسية) ما يؤخذ منه حرمة كتابة القرآن بالفارسية إلا أن يكتب بالعربية ويكتب تفسير كل حرف وترجمته ويحرم مسه لغير الطاهر اتفاقا. وفي كتب المالكية أن ما كتب بغير العربية ليس بقرآن بل يعتبر تفسيرا له. وفي الإتقان للسيوطي عن الزركشي أنه لم ير كلاما لعلماء مذهبه في كتابة القرآن بالقلم الأعجمي وأنه يحتمل الجواز لأنه قد يحسنه من يقرؤه بالعربية والأقرب المنع كما تحرم قراءته بغير العربية، ولقولهم القلم أحد اللسانين والعرب لا تعرف قلما غير العربي وقد قال تعالى {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}(١)