للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن كل بدعة ضلالة» (١)

قال ابن رجب رحمه الله: " وقوله صلى الله عليه وسلم: «فمن يعش منكم بعدي، فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضُّوا عليها بالنواجذ» (٢). هذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بما وقع في أمته بعده من كثرة الاختلاف في أصول الدين وفروعه، وفي الأقوال والأعمال والاعتقادات، وهذا موافقٌ لما روي عنه من افتراق أمته على بضع وسبعين فرقة، وأنها كلها في النار إلا فرقة واحدة، وهي من كان على ما هو عليه وأصحابه، وكذلك في هذا الحديث: أَمَرَ عند الافتراق والاختلاف بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، والسنة: هي الطريقة المسلوكة، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة، ولهذا كان السلف قديمًا لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله " (٣) (٤)

٣ - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قُبَّة، فقال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال:


(١) رواه أبو داود (٤٦٠٧)، والترمذي (٢٦٧٦)، ورواه أيضًا أحمد ٤/ ١٢٦ - ١٢٧، والدارمي ١/ ٤٤، وابن ماجه (٤٣) و (٤٤).
(٢) سنن الترمذي العلم (٢٦٧٦)، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٧)، سنن ابن ماجه المقدمة (٤٤)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ١٢٦)، سنن الدارمي المقدمة (٩٥).
(٣) شرح جامع العلوم والحكم، ١٢٠.
(٤) شرح جامع العلوم والحكم، ١٢٠. ') ">