للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه الأحاديث الصحيحة تدل على قلة أهل الحق، وكثرة أهل الباطل.

٦ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: «عُرضَت عليَّ الأمم، فرأيت النبي ومعه الرَّهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد» (١).

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب تعليقًا على هذا الحديث في المسائل: " الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة ".

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد: " الخامسة عشرة: ثمرة هذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة. . إلخ: فإنَّ الكثرة قد تكون ضلالاً، قال الله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، وأيضًا الكثرة من جهة أخرى إذا اغترَّ الإنسان بكثرته وظنَّ أنه لن يغلب أو أنه مصور؛ فهذا أيضًا سبب للخذلان؛ فالكثرة إن نظرنا إلى أن أكثر أهل الأرض ضلال لا تغتر بهم، فلا تقل: إنَّ الناس على هذا، كيف أنفرد عنهم؟


(١) رواه البخاري، في الرقاق، باب: يدخل الجنة سبعون ألفًا رقم (٦٥٤١) وفي مواضع أخرى، ومسلم في الإيمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب، رقم (٢٢٠).