خير الأمم فقال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}، ووصفها بالوسطية فقال تعالى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، فهي وسط بين الأمم، ودينها وسط بين الأديان، ظهرت وسطيتها في عقيدتها، وعباداتها، ومعاملاتها، وأخلاقها وسائر شؤون حياتها، بعيدة – بحمد الله – عن الغلو والتقصير، والإفراط والتفريط، والتشديد والتمييع، والإسراف والتقتير، ومن ثم فمن الواجب على أهل الإسلام التمسك بهذا الدين، والسير على هدي سيد المرسلين، وما كان عليه خير القرون من الصحابة والتابعين؛ إذ منه يستمد الناس هذا الدين، وبه النجاة يوم يقوم الناس لرب العالمين.
ولما كانت أمة الإسلام هي الوسط بين الأمم، كان السائرون على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته هم الوسط بين الفرق نفوا عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فبهم قام الدين وبه قاموا، هم أهل السنة والجماعة، والطائفة الناجية، والفرقة المنصورة إلى قيام الساعة، ومن المظاهر التي تجلت فيها وسطية