للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهل السنة والجماعة بين الفرق ما يتعلق بأعمال القلوب كالتوكل، والمحبة، والخوف، والرجاء ونحو ذلك فانعكس أثر هذه الوسطية على أعمال الجوارح.

والبعد عن هذه الوسطية كان سببا في الوقوع في كثير من الانحرافات العقدية ومن ذلك ما يتعلق بعبادة الخوف من الله تعالى فتجاوز بها قوم الحد فخرج بهم إلى القنوط من رحمة الله عز وجل، وتهاون بها آخرون فأوقعهم في الأمن من مكر الله، وتوسط في ذلك أهل السنة والجماعة فجمعوا بين الخوف والرجاء فلم يأمنوا مكر الله تعالى ولم يقنطوا من رحمة الله عملاً بقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}، وفي هذا البحث محاولة لبيان أن القنوط من رحمة الله عز وجل هو انحراف عن منهج الوسطية، وذكر لبعض أسبابه، وعرض لشيء من مظاهره، وإيضاح لجوانب من علاجه.

أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

كان من دوافع هذا البحث ما يلي:

١. إبراز عقيدة أهل السنة والجماعة، وبيان وسطيتها تمسّ الحاجة إليه في كل وقت، وتتأكد في وقتنا المعاصر الذي