للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} (١)

٣. الفرق بينهما باعتبار بعض الصفات لا باعتبار أصل المعنى، وإلا فإن القنوط من الرحمة واليأس من الروح بمعنى واحد، لكن يختلفان من حيث ما يتناوله هذا ويتناوله هذا، فالقنوط من رحمة الله عام؛ لأن الرحمة أعم من الروح، والرحمة تشمل جلب النعم ودفع النقم، وروح الله – جل وعلا – يطلق في الغالب في الخلاص من المصائب، فقوله: (القنوط من رحمة الله) في أثر ابن مسعود رضي الله عنه: «أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ» (٢) هذا أعم؛ ولهذا قدمه فيكون ما بعده من عطف الخاص على العام، أو أن يكون هناك ترادف في أصل المعنى، واختلاف في الصفات، أو بعض ما يتعلق باللفظ (٣)

٤. اليأس: انقطاع الطمع من الشيء، والقنوط: أخص منه، فهو أشد


(١) ينظر: المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان ١/ ١٥١. ') ">
(٢) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ١٠/ ٤٥٩، والطبراني في الكبير ٩/ ١٧١، وقال: الهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ١٣٧: إسناده صحيح.
(٣) ينظر: التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص ٣٧٥. ') ">