للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- تبارك وتعالى – يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها وإن كانت مهما كانت، وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر، ولا يصح حمل هذه على غير توبة؛ لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه " (١) وقد اختلف في سبب نزول هذه الآية (٢) فقيل: نزلت في وحشي قاتل حمزة [ت ٣ هـ] رضي الله عنه لما أراد أن يسلم وخاف أن لا يغفر له ما وقع فيه من قتل حمزة رضي الله عنه، وقيل: نزلت في قوم آمنوا ولم يهاجروا ففتنوا فافتتنوا ثم ندموا وظنوا أنهم لا توبة لهم، وقيل: نزلت في قوم من أهل الجاهلية قالوا: ما ينفعنا الإسلام لأننا قد زنينا وقتلنا النفوس فنزلت الآية فيهم، وأيًّا كان سبب نزولها فإن العبرة إنما هي بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، قال الشوكاني [ت ١٢٥٠ هـ]: " هب أنها في هؤلاء القوم، فكان ماذا؟، فإن الاعتبار بما اشتملت عليه من العموم لا بخصوص السبب كما هو متفق عليه بين أهل العلم، ولو كانت الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية مقيدة بأسبابها غير متجاوزة لها لارتفعت أكثر التكاليف عن الأمة إن لم ترتفع كلها، واللازم


(١) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٥٩. ') ">
(٢) ينظر: أسباب النزول للواحدي ص ٢٧٦ – ٢٧٧. ') ">