التي دون الشرك، ويرون إنفاذ الوعيد الذي ذكره الله على من عصاه، فإن الله توعد العصاة، لكن قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فهم تحت المشيئة، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، وهو الوسط، والقول الحق مع أهل السنة والجماعة الذين توسطوا بين الأمن والرجاء، والخوف والقنوط، ولهذا يقولون: الخوف والرجاء بالنسبة للإنسان كجناحي الطائر، ولا بد من سلامة الجناحين، فكذلك الخوف والرجاء لو اختل أحدهما سقط، فلا بد من التعادل كما يتعادل جناحا الطائر " (١) وقال – أيضًا – مبينًا أهميتهما ووجوب اقتران المحبة معهما " من أصول العقيدة الإسلامية: الخوف والرجاء، وهما من أعظم أصول العقيدة، والخوف والرجاء لا بد من الجمع بينهما، لا يكفي الاقتصار على واحد منهما فقط، كما قال – تعالى – في وصف أنبيائه:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} رغبًا: هذا هو الرجاء، ورهبًا: هذا هو الخوف، وقال تعالى:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}