للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢. الجهل بسعة رحمة الله سبحانه وتعالى، وعدم العلم بها (١) وهذا هو صريح قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الْجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ» (٢) فالغفلة عن مثل ذلك، وعدم النظر فيها، وقطع العلاقة بها وبأمثالها داع قوي من دواعي القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى.

٣. الظن بأن الله تعالى لا يغفر له، ولا يرحمه، ولا يقبل توبته قال ابن كثير رحمه الله: " لا يقنطن عبد من رحمة الله وإن عظمت ذنوبه وكثرت؛ فإن باب الرحمة والتوبة واسع: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}، وقال – جل وعلا – في حق المنافقين:


(١) ينظر: التفسير الكبير للرازي ١٩/ ١٥٧. ') ">
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب الرجاء مع الخوف ح ٥٩٨٨.