للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحالهم مقابل لحال مستحلي الفواحش فإن هذا أمن مكر الله بأهلها، وذاك قنّط أهلها من رحمة الله، والفقيه كل الفقيه هو الذي لا يؤيس الناس من رحمة الله، ولا يجرئهم على معاصي الله " (١) وقال الشوكاني رحمه الله: " من ظنّ أن تقنيط عباد الله، وتأييسهم من رحمته أولى بهم مما بشرهم الله به، فقد ركب أعظم الشطط، وغلط أقبح الغلط، فإن التبشير، وعدم التقنيط جاءت به مواعيد الله في كتابه العزيز، ومسلك سلكه رسوله، كما صح عنه من قوله: «بَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا» (٢) " (٣) وفي الأثر «أن ابن مسعود رضي الله عنه مر على قاصٍّ وهو يذكّر الناس، فقال: يا مذكّر لم تقنّط الناس من رحمة الله؟ ثم قرأ: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}» (٤).


(١) مجموع الفتاوى: ١٥/ ٤٠٥ – ٤٠٦. ') ">
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير ٣/ ١٣٥٨.
(٣) فتح القدير ٤/ ٤٦٩ بتصرف يسير. ') ">
(٤) أخرجه الطبري ٢٤/ ١٦، وأورده ابن كثير في تفسيره ٤/ ٦٠، وعزاه لابن أبي حاتم ولم أجده في تفسيره المطبوع، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٧/ ٢٣٧ لعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وابن أبي حاتم.