للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك، ولا يقتنع بقليل ولا بكثير منها. فلو حصل له من الدنيا ما حصل، لم يزل طالبًا للزيادة {وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ} أي: المكروه، كالمرض، والفقر، وأنواع البلايا {فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ} أي: ييأس من رحمة الله – تعالى -، ويظن أن هذا البلاء هو القاضي عليه بالهلاك، ويتشوش من إتيان الأسباب على غير ما يحب ويطلب، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فإنهم إذا أصابهم الخير والنعمة والمحاب شكروا الله - تعالى -، وخافوا أن تكون نعم الله عليهم استدراجًا وإمهالاً، وإن أصابتهم مصيبة في أنفسهم، وأموالهم، وأولادهم، صبروا، ورجوا فضل ربهم، فلم ييأسوا " (١).

٤ – استعجال إجابة الدعاء، وعدم الصبر، وبُغية حصوله حال الدعاء مباشرة، أو بعده بقليل لون من ألوان القنوط من رحمة الله عز وجل قد وقع فيه بعض المسلمين، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم، إلى ذلك بقوله: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي» (٢)، فالاستعجال في إجابة


(١) تيسير الكريم الرحمن ص٧٥٢. ') ">
(٢) متفق عليه، أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب أنه يستجاب للعبد ما لم يعجل ح ٦٣٤٠، ومسلم في، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي ٤/ ٢٠٩٥.