للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس في الآخرة فقط هو ما يستوجبه صريح القرآن وشواهد السنة، كما قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} قال ابن كثير رحمه الله: " نصر الله نبيه محمدًا، وأصحابه على من خالفه وناوأه وكذبه وعاداه، فجعل كلمته هي العليا، ودينه هو الظاهر على سائر الأديان، وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة النبوية، وجعل له فيها أنصارًا وأعوانًا، ثم منحه أكتاف المشركين يوم بدر فنصره عليهم وخذلهم وقتل صناديدهم، وأسر سراتهم فاستاقهم مقرنين في الأصفاد، ثم منّ عليهم بأخذه الفداء منهم، ثم بعد مدة قريبة فتح عليه مكة فقرت عينه ببلده وهو البلد المحرم الحرام المشرّف المعظم فأنقذه الله - تعالى - به مما كان فيه من الكفر والشرك، وفتح له اليمن ودانت له جزيرة العرب بكمالها، ودخل الناس في دين الله أفواجًا " (١)، بل قد وبّخ الله عز وجل من ظن مثل هذا الظن فقال تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}


(١) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٨٥. ') ">