وهذا يكون من جهله بالدين الحق وإذا اعتقد أن صاحب الحق لا ينصره الله في الدنيا بل قد تكون العاقبة في الدنيا للكفار على المؤمنين ولأهل الفجور على أهل البر فهذا من جهله بوعد الله تعالى، أما الأول: فما أكثر من يترك واجبات لا يعلم بها ولا بوجوبها، وما أكثر من يفعل محرمات لا يعلم بتحريمهما، بل ما أكثر من يعبد الله بما حرّم ويترك ما أوجب، وما أكثر من يعتقد أنه هو المظلوم المحق من كل وجه، وأن خصمه هو الظالم المبطل من كل وجه ولا يكون الأمر كذلك، بل يكون معه نوع من الباطل والظلم ومع خصمه نوع من الحق والعدل .... ، وأما الثاني فما أكثر من يظن أن أهل الدين الحق في الدنيا يكونون أذلاء معذبين بما فيه، بخلاف من فارقهم إلى طاعة أخرى وسبيل آخر، ويكذّب بوعد الله بنصرهم " (١)، ثم ساق الشيخ، أكثر من خمسين آية تدل على نصر الله للمؤمنين في الدنيا والآخرة، وقال بعد ذلك مستكملاً الرد على تلك المقدمات الباطلة " هذا يتبين بأصلين أحدهما: أن حصول النصر وغيره من أنواع النعيم لطائفة أو شخص لا ينافي ما يقع في خلال ذلك من قتل بعضهم وجرحه، ومن أنواع الأذى، وذلك أن