٣ – اختلف العلماء في الفرق بين اليأس والقنوط؛ فمنهم من قال: بأن اليأس أشد من القنوط لأن الله حكم على أهل اليأس بالكفر بينما حكم على أهل القنوط بالضلال، ومنهم من رأى أنه لا فرق بينهما ولا يلزم من الحكم على أهل اليأس بالكفر والقنوط بالضلال أن يكون اليأس أشد فربما اجتمع الوصفان في حق طائفة واحدة، وذهب بعضهم إلى أن الفرق في بعض الصفات لا أصل المعنى، ولعل الراجح - والله أعلم - وجود الفرق بينهما حال اجتماعهما في لفظ واحد، أما إذا افترقا - فالذي يظهر - أنهما بمعنى واحد.
٤ – حذّر القرآن الكريم من القنوط من رحمة الله عز وجل بطرق متنوعة، وأساليب مختلفة زجرًا من الوقوع فيه؛ فنهى جميع العباد عنه، ووصف أهله بالضلال، وبيّن أنه حال أهل الغفلة عن الله سبحانه وتعالى وتذكر نعمه، كما أنه يستولي على أهل الكفر ومن سار على دربهم.
٥ – جاء تحذير السنة النبوية من القنوط من رحمة الله عز وجل بليغًا وقويًّا في النهي عنه؛ إذ جعله النبي صلى الله عليه وسلم، من الكبائر، وبيَّن أن من وقع فيه فقد وقع في أمر مهلك هلاكًا شديدًا يُخشى ألاَّ تكون معه نجاة.
٦ – أهل السنة والجماعة وسط في باب الخوف والرجاء بين من