٩ – يعالج القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى بالإقلاع عن المعصية، والمبادرة إلى التوبة، وحسن الظن بالله، والأخذ بالرجاء المحمود الداعي إلى العمل، والنظرُ إلى المصالح العظيمة والمنافع الكثيرة عند احتباس المطر، وتأخر إجابة الدعاء، وعدم حصول الولد يدفع القنوط من رحمة الله في مثل هذه الأمور، كما يدفع اليقين بوعد الله ونصره للمؤمنين في الدنيا والآخرة، والعلم بحكمة الله سبحانه وتعالى البالغة، وكمال عدله، وتمام فضله ومنته يدفع ما يكون من القنوط من فضله عند رؤية النعيم على بعض أهل الكفر والفسق في الدنيا، ويعالج من يقنط هداية الضال عن سواء السبيل بدعوته إلى النظر في سيد المرسلين وإمام المتقين عليه الصلاة والسلام، حيث استمر في دعوة عمه أبي طالب، ومحاولة أن يهتدي حتى قبيل وفاته، فلم ييأس أو يقنط من إيمانه، وأن الواجب هو الإرشاد والدلالة للخير والصلاح، وأما التوفيق لقبول ذلك فهو لله وحده سبحانه وتعالى.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.