للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد اختصت سورة النور من بين سوره بمزيد من الآداب والأخلاق فرقت بالمسلم إلى كل فضيلة، وصانته من كل فاحشة ورزيلة.

ولما حرم الله عز وجل الزنى في قوله: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا} حرم كل وسيلة تفضي إليه، وأوصد كل منفذ يؤدي إليه، وقد عنيت سورة النور – وهي سورة الآداب الاجتماعية – بحفظ الجماعة المسلمة من نشوء أي رذيلة، وصونها من كل الفساد والانحلال، بل أرشدت إلى الوسائل التي تقي كلَّ مسلم ومسلمة من الوقوع في فاحشة الزنى.

ولأهمية هذا الأمر وخطورته في إغراق الأمة الإسلامية في شهواتها وانحلال أخلاقها، كان لزاما عليَّ أن أسهم في دفع هذا الشر وصون الأمة من هذه المخاطر ببيان ما أمر الله به من الحياء والعفاف، وما حذَّر من كل وسيلة تفضي إلى الفاحشة، فتوجهتُ مستعينًا بالله جل جلاله ببحث هذا الموضوع وتتبع ما ورد في سورة النور من الوسائل الواقية من الوقوع في الفاحشة فاستخرجت منها خمس عشرة وسيلة، ذكرت في النصف الأول من السورة.