للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وترك الألسن تلقي التهم على الأعِفَّاء والعفيفات بدون دليل قاطع يعطي الفرصة لكل نفس مريضة أن تقذف كل برئ أو بريئة بهذه الجريمة.

وصيانة للأعراض وحماية لأصحابها شدد القرآن الكريم في عقوبة القذف، فجعل حدَّها ثمانين جلدة، وزاد عليه بأن أسقط شهادة صاحبها، ووصمه بالفسق.

والرمي حقيقته: قذف شيء من اليد، وشاع استعماله في نسبة فعل أو وصف إلى شخص، ويستعمل في المقال كناية عن الشتم كالقذف (١).

وإنما استعمل لفظ {يَرْمُونَ}، في القذف لأن الأذى باللسان كالأذى بالجوارح، وطعن اللسان كوخز السنان (٢).

والمراد بالرمي هنا القذف بالزنى بدليل ذكر المحصنات عقيب الزواني ولاشتراط أربعة شهداء؛ لأن القذف بغير الزنى لا يشترط فيه أربعة (٣).

والمحصنات هن النساء الحرائر العفائف، وخصهن بالذكر؛ لأن قذفهن أشنع، والعارُ فيهن أعظم، ويلحق الرجال بالنساء في هذا


(١) انظر: نظم الدرر (١٣/ ٢١٣)، تيسير الكريم الرحمن ص ٥٦١. ') ">
(٢) انظر: مجمع الأمثال للميداني (١/ ٥٤٢)، برقم (٢٢٨٥)، وانظر: صفوة التفاسير (٢/ ٣٣٠). ') ">
(٣) انظر: الكشاف (٣/ ٢١٣). ') ">