للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن صراطه المستقيم، واسم الإشارة للإيذان ببعد منزلتهم في الشر والفساد؛ للإعلان بفسقهم ليتميزوا بهذه الصفة الذميمة (١).

والحصر في قوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} للمبالغة في شناعة فسقهم حتى كأن ما عداه من الفسوق لا يعد فسقًا (٢).

فهذه عقوبات ثلاث لكل من رمى محصنًا أو محصنة بفاحشة الزنا واتهم الأبرياء وأشاع الفاحشة فيهم، فمن تاب من هذا العمل السيئ وأناب وغيَّر سيرته وأصلح حاله ورجع عن خطئه فإن الله يقبل توبته، بأن يكذب القاذف نفسه، ويقرَّ أنه كاذب فيما قال، وهو واجب عليه، أن يكذب نفسه ولو تيقن وقوعه، حيث لم يأت بأربعة شهداء، فإذا تاب القاذف وأصلح عمله وبدل إساءته إحسانا، زال عنه الفسق وقبلت شهادته وتاب الله عليه، فهو الغفور يغفر الذنوب جميعًا، والرحيم يفتح لهم باب التوبة ويرحمهم بها.

فدلت هذه الآية على خطورة الخوض في أعراض المؤمنين وإشاعة الفساد لمجرد الشك، وهي تعتبر ضمانًا واقيًا من الوقوع في الفاحشة، لأن إقامة حد القذف الذي هو جلد القاذف ثمانين جلدة وسقوط شهادته ووصمه بالفسق الذي هو الخروج عن طاعة الله عز وجل


(١) انظر: إرشاد العقل السليم (٤/ ٩٣)، في ظلال القرآن لسيد قطب (٤/ ٢٤٩١). ') ">
(٢) انظر: التحرير والتنوير (١٨/ ١٥٩). ') ">