للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنكر، وترك المجال لكل زوج أن يلقي التهمة على زوجته وهي بريئة منها، ولكل زوج أن يشك في زوجته فكان ذلك سببًا في تفكك الأسر وانهيار البيوت.

لكن رحمة الله وفضله وإحسانه ورأفته بعباده جعلت لذلك مخرجًا وفرجًا وتخفيفًا وسترًا على عباده، لأن هذا عار يلحق الرجل، ومن الصعب أن يأتي بأربعة شهداء وفيه إحراج له، ويعذر بالغَيرة على أهله، ولأنه لا يقذف امرأته إلا وهو صادق لما في ذلك من التشهير بعرضه وشرفه وكرامة أبنائه، لهذه الحِكَم الجليلة وغيرها شُرع حُكم اللعان ليكون مخرجًا وسترًا من المولى على عباده زلاتهم، وفرصة ليفسح أمامهم المجال للتوبة والإنابة، فكان في هذا التشريع الإلهي أسمى ما يتصوره المرء من العدالة والحماية وصيانة الأعراض (١) (٢)

فكان هذا مخرجًا للزوج من إقامة الحد عليه إن باح به، أو يكظم غيظه على مضض، أو يعاشر من رأى منها ما لا يرضاه رجل لبيب لأهله، وفي هذا كله حرج، وهو مخرج للزوجة من أن تتهم من زوج لا يرقب في مؤمن إلاًّ ولا ذمة.

واللعان: أن يقذف الرجل امرأته بالزنى ولا شهود يشهدون له بصحة دعواه فوجب عليه أن يشهد أربعة أيمان بالله إنه لمن


(١) انظر: روائع البيان (٢/ ٩٨)، التفسير المنير (١٨/ ١٥٦).
(٢) انظر: روائع البيان (٢/ ٩٨)، التفسير المنير (١٨/ ١٥٦). ') ">