للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصادقين، وسميت شهادات لأنها تقوم مقام الشهداء الأربعة؛ ليدفع عنه حد القذف، فيقول: أشهد بالله إني لمن الصادقين فيما رميتها به، وعليه أيضًا أن يزيد في الخامسة مع الشهادة المذكورة، مؤكدًا تلك الشهادات، بأن يدعو على نفسه باللعنة إن كان كاذبًا فيما رماها به من الزنى، فإذا تم لعانه، سقط عنه حد القذف، وأما المرأة المقذوفة إذا لم تقر بالذنب وأرادت أن تدرأ حد الزنى عنها وهو الرجم فعليها أن تحلف أربعة أيمان إنه لمن الكاذبين فيما رماها به من الزنى تقوم مقام الشهداء الأربعة في براءتها من التهمة، وتزيد في الخامسة مع شهاداتها الأربع أن تدعو على نفسها بالغضب عليها إن كان زوجها صادقًا فيما يقول، فإذا وقع هذا فرق بينهما فرقة أبدية (١)

وتأمل دقة اختيار اللفظ القرآني حيث جُعلت اللعنة في جانب الزوج والغضب في جانب الزوجة لأن الغالب أن الزوج لا يتجشم فضيحة أهله ورميهم بالزنى إلا وهو صادق، ولأن المرأة هي مادة الفجور ومنبعه، وللتغليظ عليها، ولأن النساء يكثرن اللعن في العادة ومع استكثارهن منه لا يكون له في قلوبهن كبير موقع بخلاف الغضب (٢) وتأمل كيف حذف جواب لولا في قوله: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}؟


(١) انظر: تيسير الكريم الرحمن، ص٥٦٢، التفسير المنير (١٨/ ١٥٦). ') ">
(٢) انظر: إرشاد العقل السليم (٤/ ٩٥)، فتح القدير (٤/ ١٠). ') ">