للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حميدة، ولما يترتب على الإخلال به من مفاسد سيئة، فالاستئذان من أعظم الأسباب الواقية من الفاحشة؛ لأن طريقها هو النظر والخلوة والاطلاع على العورات، وكلُّها مظنة الوقوع في الفاحشة، وفي الحديث: «إنما جعل الاستئذان من أجل البصر» (١) (فبسبب الإخلال به، يقع البصر على العورات التي داخل البيوت، فإن البيت للإنسان في ستر عورة ما وراءه، بمنزلة الثوب في ستر عورة جسده، ولأن ذلك يوجب الريبة من الداخل، ويتهم بالشر سرقة أو غيرها، لأن الدخول خفية، يدل على الشر) (٢) (٣)

ومتى تأدب الداخل بهذا الأدب فقد دفع عن نفسه الريبة والتهمة بالشر وسلم من الوقوع في الفاحشة، كما أن فيه مراعاة لأحوال الناس، وحفظًا لأواصر الود والمحبة، وإبقاء على حسن العشرة، وسلامة للجماعة المسلمة من شر خطير، وفيه أنه يجعل الزائر محترمًا مكرمًا مستأنسًا به (٤)

والآيات ترشد إلى الطريقة الحكيمة التي يجب أن يتبعها من أراد الدخول إلى البيوت وهي الاستئذان والسلام على أهلها لإيناسهم وإزالة الوحشة من نفوسهم قبل الدخول.


(١) رواه البخاري في صحيحه برقم (٥٧٧٢)، باب الاستئذان من أجل البصر.
(٢) تيسير الكريم الرحمن (ص٥٦٥).
(٣) تيسير الكريم الرحمن (ص٥٦٥). ') ">
(٤) انظر: روائع البيان (٢/ ١٢٨)، التفسير المنير (١٨/ ٢٠٠). ') ">