{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}، أي: من الأقوال والأفعال، يفيد إحاطته سبحانه وتعالى بكل شيء، وفائدة هذا الأسلوب استثارة قلوب المؤمنين إلى طاعته لتسارع إلى امتثال أمره، كما أن فيها وعيدًا شديدًا لأهل الريبة والنوايا الخبيثة ممن يحبون التطلع على العورات
فتبين مما تقدم أن الله عز وجل إنما أوجب الاستئذان عند دخول البيوت لما يترتب عليه من آثار حميدة من صفاء النفس وسلامة القلب ونقاء السريرة والبعد عن مظان التُّهم، ولما يترتب على الإخلال به من مفاسد سيئة من النظر المحرم والخلوة والاطلاع على العورات، ومتى حافظ عليه المسلم والتزم به كان ذلك سببًا في صيانة المجتمعات من هذه المفاسد الخطيرة؛ لأن الاستئذان من أعظم الوسائل الواقية من الفاحشة.