للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لئلا يطلع على العورات، ولئلا يوقف على الأحوال التي يطويها الناس في العادة عن غيرهم ويتحفظون من اطلاع أحد عليها، ولأن ذلك تصرف في ملك الآخرين دون رضاهم (١)

وقوله تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، بيان لسعة علمه فإنه يعلم ما يدور في النفوس، ويعلم ما فيه المصلحة، كما أن فيه وعدًا لمن امتثل أمره، ووعيدًا لمن خالف أمره، فيجازي كل عامل بعمله، كم كثرة وقلة، وحسن وعدمه (٢).

كل ما تقدم في البيوت المسكونة، أما البيوت غير المسكونة فقد قال الله تعالى فيها: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ}، رفع الحرج في الآية يدل على أن الدخول من غير استئذان في البيوت السابقة، مرم، والبيوت غير المسكونة كبيوت الكراء والأماكن العامة والمتاجر ونحوها، إذا كان فيها مصلحة وانتفاع بها للاتقاء من الحر والبرد وإيواء الأمتعة؛ لأن علة الاستئذان منتفية وهي عدم السكنى في هذه البيوت، ولأنها أماكن مشاعة بين الناس، ففيها تيسير عليهم ودفع للمشقة (٣) وقوله:


(١) انظر: الكشاف (٣/ ٢٢٨)، روائع البيان (٢/ ١٣١). ') ">
(٢) انظر: تيسير الكريم الرحمن (ص٥٦٥). ') ">
(٣) انظر: تيسير الكريم الرحمن (ص٥٦٥). ') ">