للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولتذكيرهم بالإيمان الذي معهم فيمنعهم من وقوع ما يخل به (١)

والفعل: {يَغُضُّوا}، مجزوم لكونه وقع جوابًا لـ {قُلْ} لتضمنه معنى الشرط، كأنه قيل: إن تقل لهم غضوا يغضوا (٢)

وجيء بمن التبعيضية في قوله: {مِنْ أَبْصَارِهِمْ}، لصعوبة التحرز من النظر ولكونه يجوز في بعض الحالات كنظر الخاطب والشاهد والطبيب والنظر إلى المحارم ونحوه (٣)

وفي الكشاف: (وكفاك فرقًا أن أبيح النظر إلاّ ما استثنى منه، وحظر الجماع إلاّ ما استثنى منه) اهـ (٤). أي: أن الأصل في الفروج الحظر، وفي النظر الإباحة.

ثم بيَّن جل جلاله الحكمة من الأمر بغض البصر فقال: {ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ}، أي: أطهر للقلوب، وأنمى للأعمال، (فإن من حفظ فرجه وبصره، طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش، وزكت أعماله، بسبب ترك المحرم، الذي تطمع إليه النفس وتدعو إليه، فمن ترك شيئا لله، عوضه الله خيرًا منه، ومن غض بصره عن المحرم، أنار الله


(١) انظر: تيسير الكريم الرحمن (ص٥٦٦)، التفسير المنير (١٨/ ٢٢٢). ') ">
(٢) انظر: المحرر الوجيز (٤/ ١٧٧)، إعراب القرآن الكريم وبيانه محيي الدين درويش (٥/ ٢٦٨). ') ">
(٣) انظر: تيسير الكريم الرحمن (ص٥٦٦). ') ">
(٤) الكشاف (٣/ ٢٢٩). ') ">