للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرصد، ونصب لهم شَركًا بكل ريع، وحجبم عن كل منهج مَريع.

فأصبح الناسُ- إلاَّ قليلاً ممن عصمه الله - مفتونين وفيما يوبقهم خائضين، وعن سبيل نجاتهم ناكبين، وبما وضعه الله عنهم متكلِّفين وعما كلَّفهم مُعرضين.

قد صاروا شيعًا، ومزَّقوا الدين فهم يتسابُّون بالكفر ويتنافرون على الهُدى، وعاد الدين غريبًا كما بدأ (١)

فماذا يُعجب من سلة السيف، وشمولِ الخوف، ونقص الأنفس والأموال، وتتابع المصائب والأهوال.

وهل نتوقع بعد تزيُّدنا في الغواية إلا التزيُّد في النكاية، حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.

وكان السبب الموجِب لهذا الكلام: وقوعَ أمر غريب يحار فيه اللبيب، ويتعجب منه الأريب، وهو الطعنُ على أصحاب الإمام أحمد وأهل الحديث وتسميتهم حَشْوية، - وما يصدر هذا القول إلا عن عقْد خبيثٍ - وأنهم بإثبات الحرف والصوت في كلام الله تعالى


(١) كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ((بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ)) أخرجه مسلم في الصحيح، رقم ١٤٦ عن عمر رضي الله عنه. وانظر بقية التخريج في: سبيل النجاة والفِكاك ٢٥.