للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يزل الله تعالى متكلمًا إذا شاء وكيف شاء بلا كيف. قال القاضي أبو يعلى: إذا شاء أنْ يُسمِعنا (١)

وقال أحمد أيضًا: لم يزل يأمر بما يشاء ويحكم. وقال أيضًا: القرآن مُعجز بنفسه.

قال جمعٌ: مقتضاه أنَّه مُعجز في لفظه ونظمه ومعناه، كالحنفية (٢) وغيرهم (٣)

وقال الشيخُ الإمام العالم العلاَّمة، الصاحب الصدر الكبير، مُحيي الدين أبو محمد، يُوسف ابن الشيخ الإمام العالم جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي، في كتاب الإيضاح لقوانين الاصطلاح في الجدل: ومنعُ كون الصّيغ كلامًا يُخالف إجماعَ أهل اللسان، ويُناقض الأحكام الشرعية. فإنَّه لو حلف أنْ لا يتكلَّم، لا يحنث بوجود معنى يقوم بنفسه. ويزيدُ ما قرَّرناه إيضاحًا قولُه تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [سورة التوبة:٦] وإنما يسمعُ الصيغَ المنطوقَ بها (٤)


(١) مذهب أهل السنة والجماعة: أن الله تعالى لم يزل متكلمًا إذا شاء أن يتكلم، لا أنَّ كلام الله لا يُسمع حتى يخلق إدراكًا في المستمع.
(٢) ينظر: البخاري، كشف الأسرار ١/ ٢٣. ') ">
(٣) المرداوي، التحرير (مع التحبير) ٣/ ١٢٣٨، ١٢٤٦، ١٣٥٤. ') ">
(٤) ابن الجوزي، الإيضاح ١٢٩. ') ">