ونعلم أنَّ الله سبحانه لا شبيه له ولا نظير {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[سورة الشورى:١١] وكلّ ما تخيَّل في الذهن أو خطر في البال، فإنَّ الله تعالى بخلافه وله العظمةُ والكبرياء والجلال.
وسيوافقُ قولي هذا من الناس ثلاثة.
رجلاً مُنقادًا، سمع الناس يقولون فقال كما قالوا: فهو لا يرعوي ولا يرجع؛ لأنه لم يعتقد الأمر بنظر فيرجع عنه بنظر.
ورجلاً تطمح به عزةُ الرئاسة وطاعةُ الإخوان وحب الشهرة: فليس يرد عزَّته ولا يثني عنانه إلاّ الذي خلقه إنْ شاء؛ لأن في رجوعه إقرارَه بالغلط واعترافَه بالجهل. وتأبَى عليه الأَنَفة. وفي ذلك أيضًا: تشتتُ جمع وانقطاع نظام، واختلافُ إخوان عقدتهم له النِّحلة.
والنفوس لا تطيب بذلك إلاّ من عصمه الله ونجَّاه.
ورجلاً مُسترشدًا يُريد الله بعلمه، لا تأخذه في الله لومةُ لائم ولا يدخله مِن مُفارقٍ وحشةٌ ولا تلفته عن الحق أنفة، فإلى هذا بالقول قصدنا، وإيَّاه أردنا.