الصفِّ، فإنَّ ذلك من السنَّة» قال عطاء: وقد رأيته هو يفعل ذلك (١)
وهذا قاله ابن الزُّبَيْر وعلّمه الناس على المنبر بمحضرٍ من الصَّحابة وهم جمعٌ عظيم، ولم يُنكره أحدٌ منهم - رضي الله عنهم جميعًا- وهذا وأمثاله له حكم الحديث المرفوع؛ فإنَّ قول الصحابيِّ المعروفِ بالصحبة: أُمِرْنَا بكذا أو نُهِينَا عن كذا، أو مِنَ السنَّة كذا، وما أشبهه، كلُّه من نوعِ الحديثِ المرفوعِ والمسندِ إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-عند أصحاب الحديث، على الصحيح الذي قاله جمهور العلماء، ولا فرق في ذلك بين قوله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بعده؛ لأنَّ مطلق ذلك ينصرف بظاهره إلى مَنْ له الأمر والنهيُ ومَنْ يجبُ اتِّباعُ سنَّتِه، وهو رسول الله صلى الله
(١) أخرجه الحاكم في ((المستدرك)): ١/ ٢١٤، وقال: ((صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه))، ووافقه الذهبي، ورواه عبد الرزاق في ((المصنف)):/ ٢٨٤، وابن المنذر في ((الأوسط)): ٤/ ١٨٧، والبَيْهَقِيّ في ((السنن)): ٣/ ١٠٦، والطبراني في ((الأوسط)): ٨/ ١١ برقم (٧٠١٢) بزيادة: ((قال ابن جريج: وقد رأيت عطاء يصنع ذلك، ثم قال: لم يروِ هذا الحديثَ عن ابن جُرَيج إلا ابن وهب، تفرَّد به حرملةُ، ولا يُروى عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد)). وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)):٢/ ٩٦ ((رواه الطبراني في ((الأوسط)) ورجاله رجال الصحيح))، ويشهد له ما سيأتي من الآثار عن الصحابة - رضي الله عنهم -. وانظر: ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) للألباني: ١/ ٤٠١ - ٤٠٣.