لكن رواه البخاريُّ في مكانٍ آخرَ من ((جزء القِرَاءَة. .)) عن جماعةٍ، فقال: حدَّثَنا مسدَّد وموسى بنُ إسماعيلَ ومَعْقِلُ بنُ مالك قالوا: حدَّثَنا أبو عَوانةَ، به، لكن بلفظ:«لا يجزِئُك إلاّ أنْ تُدْرِكَ الإمامَ قائِمًا»(١).
ثم قال البخاريُّ: حدَّثَنا عُبَيْدُ بنُ يَعِيش، قال: حدَّثَنا يونس، قال: حدَّثَنا ابنُ إسحاق، قال: أَخبَرَني الأَعْرَجُ به، باللفظ الثاني.
فقد ثبت هذا عن أبي هريرةَ لتصريح ابنِ إسحاق بالتحديث، فزالت شبهة تدليسه.
أمَّا اللَّفظ الأول فلا يصحُّ عنه؛ لتفرُّدِ مَعْقِلِ بنِ مالكٍ به ومخالفتِه للجماعة في لفظه.
وثَمَّةَ فرقٌ واضح بين اللَّفظَيْن: فإنَّ اللفظ الثابت يعطي معنًى آخر لا يعطيه اللفظ الضعيف؛ ذلك لأنَّه يدلُّ على أنَّه إذا أدرك
(١) جزء ((القِرَاءَة خلف الإمام. .)) للبخاري، ص (٣٤).