للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالحجارة؟ قال: هذا عبد العزى أبو لهب، قال: فلما ظهر الإسلام خرجنا في ذلك حتى نزلنا قريبا من المدينة، ومعنا ظعينة (١) لنا، فبينا نحن قعود إذ أتانا رجل عليه ثوبان أبيضان فسلم، وقال: من أين أقبل القوم؟ قلنا: من الربذة (٢)

قال: ومعنا جمل قال: أتبيعون هذا الجمل؟ قلنا: نعم، قال: بكم؟ قلنا: بكذا وكذا صاعا من تمر، قال: فأخذه ولم يستنقصنا، قال: قد أخذته، ثم توارى بحيطان المدينة، فتلاومنا فيما بيننا: فقلنا أعطيتم جملكم رجلا لا تعرفونه! قال: فقالت الظعينة: لا تلاوموا؛ فإني رأيت وجه رجل لم يكن ليحقركم، ما رأيت شيئا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه، قال: فلما كان من العشي أتانا رجل فسلم علينا، وقال: أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن لكم أن تأكلوا حتى تشبعوا، وتكتالوا حتى تستوفوا»، قال: فأكلنا حتى شبعنا، واكتلنا حتى استوفينا، قال:


(١) الظعينة: المرأة: فعيلة بمعنى مفعولة؛ لأن زوجها يظعن بها. المصباح المنير للفيومي ٢/ ٣٢ (ظعن).
(٢) الربذة: قرية قرب المدينة فيها قبر أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير ٢/ ١٨٣ (ربذ) وفي معجم البلدان - (ج ٢ ص ٣٠٩) والربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أميال قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة.