للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال حماد بن زيد: كنا إذا مررنا على المجلس ومعنا أيوب رُدُّوا رَدَّا شديدًا، فكان ذلك يغمه.

وقال عبد الرزاق عن معمر: كان أيوب يطيل قميصه، فقيل له في ذلك، فقال: إن الشهرة فيما مضى كانت في طول القميص، واليوم في تشميره، واصطنع مرة نعلين على حذو نعلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلبسهما أيامًا ثم خلعهما وقال: لم أر الناس يلبسونهما.

وقال إبراهيم النخعي: لا تلبس من الثياب ما يشهرك (١) في الفقهاء، ولا ما يزدريك السفهاء.

وقال الثوري: كانوا يكرهون من الثياب الجياد التي يشتهر بها، ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم، والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستذل دينه.

وفي بعض الأخبار، أن موسى - عليه السلام - قال لبني إسرائيل: ما لكم تأتوني عليكم ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الذئاب؟ البسوا ثياب الملوك وألينوا قلوبكم بالخشية

فهذه الأحاديث والآثار كلها تحذر من الشهرة، غير ناظرة إلى هل


(١) في الكتاب: ما يشهر. ') ">