وركيزته العظمى، لا غنى لأي فرد أو مجتمع أو دولة عنه، ولا يتحقق الأمن الشامل المحسوس بدون تحقيق الأمن الفكري إذ هو ثمرة تمسك الأمة بعقيدتها الإسلامية ومحافظتها على مصادر تشريعها وأخلاقها السامية ومثلها العليا.
والمقصود بالأمن الفكري الذي تريده الأمة الإسلامية، وكل مسلم غيور على دينه أن تكون شريعتنا، وعقيدتنا، وثقافتنا الإسلامية، وأخلاقنا وعادتنا الأصيلة محفوظة مصانة ومستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن تطبق الشريعة الإسلامية ويمتثلها الجميع عن قناعة وإخلاص لله تعالى، وأن يكون الناس آمنين على دينهم، وعقولهم، وأفكارهم من التهديدات الخارجية، والأفكار الهدامة والمبادئ الوافدة، والثقافات المستوردة، وبذلك يتحقق الأمن الفكري في أعلى مقاماته ويعيش الناس عيشة مطمئنة وحياة سعيدة مستقرة قائمة على المثل العليا، والسلوك السوي المستقيم، ويأمن الناس على أنفسهم، ودينهم، وعقولهم، وأعراضهم، وأموالهم.
وحيث إن نعمة الأمن الفكري يرفل فيها جميع أفراد المجتمع ويتمتعون بها فإن المحافظة عليها ليست مسؤولية السلطات الأمنية فحسب بل يجب أن يشترك فيها جميع أفراد المجتمع، والهيئات، والمؤسسات الاجتماعية التربوية والتعليمية، والدينية، ووسائل