للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفتيا، ولو وقفوا على ما يصيرون إليه غدًا لقللوا من هذا، وإن عمر بن الخطاب، وعليًا، وعلقمة (١) - خيار الصحابة - كانت ترد عليهم المسائل، وهم خير القرون الذي بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا يجمعون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويسألون، ثم حينئذ يفتون فيها، وأهل زماننا هذا قد صار فخرهم الفتيا؛ فبقدر ذلك يفتح لهم من العلم" (٢)

وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية المروذي عنه: "إن الذي يفتي الناس يتقلد أمرا عظيما. أو قال: يقدم على أمر عظيم، ينبغي لمن أفتى أن يكون عالما بقول من تقدم، وإلا فلا يفتي"

قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: "وقلَّ من حرص على الفتوى؛ وسابق إليها؛ وثابر عليها؛ إلا قل توفيقه؛ واضطرب في أمره، وإذا كان كارهًا لذلك، غير مختار له ما وجد مندوحة عنه؛ وقدر أن يحيل بالأمر فيه على غيره؛ كانت المعونة له من الله أكثر؛


(١) هكذا جاء في المطبوع. وعد علقمة - وهو ابن قيس النخعي - من الصحابة سهو أن سبق قلم فهو مخضرم في عداد كبار التابعين ولد في عهد الرسالة وتوفي سنة ٦١ هـ. [ينظر في ترجمته: سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٣ - ٦١].
(٢) ينظر: ترتيب المدارك ١/ ١٧٩. ') ">