للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كَانَ الإِثْمُ كَانَ أَبْعَدَهُمَا مِنْهُ» (١)

وروى البخاري في صحيحه عن أَنَسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَسِّرُوا ولاَ تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولاَ تُنَفِّرُوا» (٢)

وفي رواية لهما: «يَسِّرُوا ولاَ تُعَسِّرُوا، وسَكِّنُوا ولاَ تُنَفِّرُوا» (٣)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ» (٤)

إذا تقرر ذلك وعلمنا أن اليسير مقصد شرعي فليس معناه التفلت والتخلص من ربقة الأحكام الشرعية، ولا التشهي في الأخذ من الأحكام بما يوافق الأهواء والرغبات الشخصية، بل معناه أن ديننا بأحكامه وتشريعاته منطلق من قاعدة اليسر والسماحة؛ مراعيًا مصالح


(١) صحيح البخاري، باب إِقَامَةِ الْحُدُودِ وَالِانْتِقَامِ لِحُرُمَاتِ اللهِ، من كتاب الحدود، حديث رقم ٦٧٨٦، صحيح مسلم، أبواب الفضائل حديث رقم ٦١٩٠.
(٢) صحيح البخاري، باب مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ وَالْعِلْمِ كَيْ لاَ يَنْفِرُوا، من كتاب بدء الوحي، حديث رقم ٦٩، ورواه مسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه، كتاب الجهاد والسير حديث رقم ٤٥٢٥.
(٣) صحيح البخاري، باب قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، من كتاب الأدب، حديث رقم ٦١٢٥، صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، حديث رقم ٤٦٢٦.
(٤) صحيح البخاري، باب: الدِّينُ يُسْرٌ، من كتاب بدء الوحي، حديث رقم ٣٩.