للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طاقتها لبلغ المجهود.

فهذا فَهْم أئمة الإسلام، وأين هذا من قول من قال: إنه كلفهم ما لا يطيقونه البتة، ولا قدرة لهم عليه؟، ثم أخبر تعالى أن ثمرة هذا التكليف وغايته عائدة عليهم، وأنه تعالى يتعالى عن انتفاعه بكسبهم وتضرره باكتسابهم، بل لهم كسبهم ونفعه، وعليهم اكتسابهم وضرره، فلم يأمرهم بما أمرهم به حاجة منه إليهم، بل رحمة وإحسانا وتكرما، ولم ينههم عما نهاهم عنه بخلا منه عليهم، بل حمية وحفظا وصيانة وعافية". انتهى كلامه رحمه الله (١) (٢)

وبهذا يعلم أن رفع شعار التيسير إن لم يكن بحق؛ ويستند لدليل، فهو تمويهٌ لتمرير الأهواء والرغبات لا يمت للشرع بنسب؛ ولهذا قال قتادة رحمه الله تعالى: "ابتغوا الرخصة التي كَتَب الله لكم" (٣)

فقيدها رحمه الله بما كتب الله؛ لا بما تهوى الأنفس دون حجة ودليل.

قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: "فكل من اعتمد على تقليد قول غير محقق، أو رجح لغير معنى معتبر فقد خلع الربقة؛ واستند


(١) مجموع الفتاوى ١٤/ ١٣٧ - ١٣٨.
(٢) مجموع الفتاوى ١٤/ ١٣٧ - ١٣٨. ') ">
(٣) ينظر: تفسير ابن كثير ١/ ٥٠٩. ') ">