للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوصية الخامسة: محاولة فهم السؤال فهمًا جيدًا وإعمال الفكر فيه؛ والتأني في الجواب، وعدم العجلة، فمن كان هذا دأبه كان حريًا بالتوفيق والتسديد.

قال أبو عثمان الحداد: "ومن تأنى وتثبت تهيأ له من الصواب ما لا يتهيأ لصاحب البديهة" (١)

وقال الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى: "إن الرجل ليسأل عن المسألة ويعجل في الجواب فيصيب فأذمه، ويسأل عن مسألة فيتثبت في الجواب فيخطئ فأحمده" (٢)

الوصية السادسة: التوجه إلى الله سبحانه والإلحاح عليه في طلب التوفيق والتسديد لما يوافق الحق في الحكم المسؤول عنه؛ خاصة عند العيِّ، وتشوش الفهم، وانغلاق الذهن، والتباس الحكم.

قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: "ينبغي للمفتي الموفق إذا نزلت به المسألة أن ينبعث من قلبه الافتقار الحقيقي الحالي لا العلمي المجرد إلى ملهم الصواب؛ ومعلم الخير؛ وهادي القلوب


(١) ينظر: جامع بيان العلم وفضله ٢/ ١١٢٨، أعلام الموقعين ١/ ٣٦. ') ">
(٢) ينظر: صفة الفتوى والمفتي والمستفتي ص ١١. ') ">