للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يلهمه الصواب، ويفتح له طريق السداد، ويدله على حكمه الذي شرعه لعباده في هذه المسألة، فمتى قرع هذا الباب، فقد قرع باب التوفيق، وما أجدر من أمَّل فضل ربه تعالى أن لا يحرمه إياه، فإذا وجد من قلبه هذه الهمة فهي طلائع بشرى التوفيق".

ثم قال: "وشهدت شيخ الإسلام قدس الله روحه إذا أعيته المسائل، واستصعبت عليه، فرَّ منها إلى التوبة والاستغفار، والاستغاثة بالله، واللَّجأ إليه، واستنزال الصواب من عنده، والاستفتاح من خزائن رحمته؛ فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدا، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ، ولا ريب أن من وفق لهذا الافتقار علمًا وحالاً، وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد؛ فقد أعطي حظه من التوفيق، ومن حرمه فقد منع الطريق والرفيق. فمتى أعين مع هذا الافتقار ببذل الجهد في درك الحق فقد سلك به الصراط المستقيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" (١)

الوصية السابعة: نسبة العلم لله سبحانه؛ والاعتراف بمنته عليه


(١) أعلام الموقعين ٦/ ٦٧ - ٦٨. ') ">