للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ظن بعض من لا علم له تفضيل العباد على العلماء؛ لأنهم تخيلوا أن العلماء هم العلماء بأمر الله فقط، وأن العباد هم العلماء بالله وحده، فرجحوا العالم بالله على العالم بأمره، وهذا حق لو كانت القسمة ثنائية (١) لكنهم غفلوا عن القسم الأشرف والأجل، وهم العلماء بالله العلماء بأمره، فإن العلماء ثلاثة أقسام (٢)

الأول: عالم بالله، وعالم بأمر الله، وهو الذي جمع بين العلمين الباطن والظاهر.

وهؤلاء أشرف العلماء، وهم الممدوحون في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، وفي قوله: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا (١٠٨) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}، وقال كثير


(١) ينظر: شرح حديث (من سلك طريقا) ضمن مجموع الرسائل ١/ ٤١. ') ">
(٢) يراجع في أقسام العلماء: شرح حديث (من سلك طريقا) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٧ - ١٩، ٥٦، والكلام على قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٨٠٨، وفضل علم السلف ضمن مجموع الرسائل ٣/ ٢٨ - ٢٩.