للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن لم يعط لم يعمل، وإني لأستحي من الله أن أعبده مخافة النار قط، فأكون كعبد السوء إن رهب عمل وإن لم يرهب لم يعمل، وإنه يستخرج حبه مني ما لا يستخرجه مني غيره (١)

وقال أبو سليمان الداراني (٢) الدنيا عند الله أقل من جناح بعوضة، فما قيمة جناح بعوضة حتى يزهد فيها؟

إنما الزهد في الجنة، والحور العين، وكل نعيم خلقه الله ويخلقه حتى لا يرى في قلبك غيره (٣)

ولما سئل أبو سليمان عن أقرب ما يتقرب به العبد إلى الله عز وجل؟

أجاب: أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله عز وجل أن يطلع على قلبك وأنت لا تريد من الدنيا والآخرة غيره (٤)

ويقول الشبلي (٥) من ركن إلى الدنيا أحرقته بنارها، فصار


(١) رواه أبو نعيم في الحلية ٤/ ٥٣ - ٥٤، ونقله ابن رجب في التخويف من النار ٣٦. ') ">
(٢) تقدمت ترجمته. ') ">
(٣) ينظر: استنشاق نسيم الأنس ضمن مجموع الرسائل ٣/ ٣٤١، وللداراني كلام في المعنى نفسه. يراجع: حلية الأولياء ٩/ ٢٧٦.
(٤) ينظر: استنشاق نسيم الأنس ضمن مجموع الرسائل ٣/ ٣٤٢ ويراجع: حلية الأولياء ٩/ ٢٥٦ - ٢٥٧، ٢٧٤. ') ">
(٥) أبو بكر الشبلي البغدادي، اختلف في اسمه على أقوال بلغت عند ابن الجوزي ستة، منها أنه دلف بن جحدر، توفي سنة ٣٣٤ هـ. أخباره في: حلية الأولياء ١٠/ ٣٦٦ - ٣٧٥، وصفة الصفوة ٢/ ٦٧٧ - ٦٨٠، وسير أعلام النبلاء ١٥/ ٣٦٧ - ٣٦٩.