للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لخشيته ورجائه ومحبته، فالعبادة مبنية على ثلاثة أصول: الخوف والرجاء والمحبة، وهذه الأصول الثلاثة مفرض لازم، والجمع بينها حتم واجب، وقد كان السلف يذمون من تعبد بواحدة منها، وأهمل الآخريين (١)

ومن المتقرر أن من عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف والرجاء والمحبة فهو موحد مؤمن (٢)

وسبب هذا" أنه يجب على المؤمن أن يعبد الله بهذه الوجوه الثلاثة: المحبة، والخوف، والرجاء، ولا بد من جميعها، ومن أخل ببعضها، فقد أخل ببعض واجبات الإيمان" (٣)

الوجه الثاني: أن هذه الدعوى مخالفة لمنهج الرسل عليهم السلام.


(١) ينظر: استنشاق نسيم الأنس ضمن مجموع الرسائل ٣/ ٢٩٢. ') ">
(٢) ينظر: التخويف من النار ٣٦، مع حاشية المحقق، وأما كون الحب يكون أغلب من الخوف والرجاء، أو أيهما يكون أغلب الخوف والرجاء، أو يتساويان، فهذا خلاف في التساوي، وفي الأغلب، لا في إفراد الله بالتعبد بأحدها، ويراجع في الحال التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن تجاه هذه الأركان: التخويف من النار ٣٦ - ٣٧، وينظر: جامع العلوم والحكم ١/ ٢١٩.
(٣) التخويف من النار ٣٦. ') ">