للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويذكر رحمه الله أن أبصار المحبين قد غضت من الدنيا والآخرة، فلم تفتح إلا عند مشاهدة محبوبهم يوم المزيد (١)

الوجه الرابع: أن هذا الكلام إنما صدر ممن صدر منه في حال سكره، واصطلامه، واستغراقه، وغيبة عقله، فظن أن العبد لا يبقى له إرادة أصلا، فإذا رجع إلى عقله وفهم، علم أن الأمر على خلاف ذلك.

فهؤلاء العارفون إذا رجعوا إلى عقولهم، وسكنت عنهم سلطة الحال وقهره وجدوا أنفسهم وإراداتهم باقية، فيشتاقون حينئذ إلى الجنة، ويخافون من النار (٢)

المقام الثاني: النقض والإبطال للدعوى.

وقد تنوعت عند ابن رجب رحمه الله تعالى الوجوه الدالة على بطلان دعوى الصوفية في تجريد المحبة عن الخوف والرجاء، ومن تلك الوجوه:

الوجه الأول: أن هذه الدعوى منافية لحقيقة العبادة، ومناقضة لحكمة الله تعالى في خلقه.

فإن الله تعالى إنما خلق الخلق وأوجدهم لعبادته، الجامعة


(١) شرح حديث عمار (اللهم بعلمك الغيب) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٢٨. ') ">
(٢) ينظر: التخويف من النار ٣٨. ') ">