للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والنصوص الدالة على خلافه كثيرة جدا ظاهرة (١)

الوجه الرابع: أن دعوى هؤلاء أنهم إنما يريدون أكمل الخوف والرجاء، وهو ما تعلق بذات الله تعالى، لا بما دونه من المخلوقات، غلط؛ مبني على الظن بأن رضا الله تعالى، ورؤيته، وقربه ليس بداخل في نعيم الجنة، ولا في مسمى الجنة إذا أطلقت، وأن سخط الله تعالى، والحجاب عنه سبحانه لا يدخل في مسمى عذاب النار، أو في مسمى النار إذا أطلقت، وهذا غلط عظيم، فإن أعلى نعيم الجنة ما يحصل فيها من معرفة الله ومشاهدته، كما أن أشد عذاب النار حجابه وغضبه جل وعلا (٢)

وإن من أشد ما يخافه العارفون فوات الرضا عنهم، وإن وجد العفو، وترك العقوبة، فإن الرضا أحب إليهم من نعيم الجنة كله، مع الإعراض، وعدم التقريب والزلفى (٣)


(١) ينظر: التخويف من النار ٣٨. ') ">
(٢) ينظر: التخويف من النار ٣٨، واستنشاق نسيم الأنس ضمن مجموع الرسائل ٣/ ٣٥٦، ويراجع: الاستقامة ٢/ ٩٦، ١٠٤ - ١٠٥، ١٠٧.
(٣) ينظر: استنشاق نسيم الأنس ضمن مجموع الرسائل ٣/ ٣٧٣، والبشارة العظمى للمؤمن بأن حظه من النار الحمى ضمن مجموع الرسائل ١/ ٣٥٣، وتحقيق كلمة الإخلاص ضمن مجموع الرسائل ٣/ ٨٦.