للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالعارفون حقا جمعوا في خوفهم بين أمرين: الخوف من العقوبة على ما وقع منهم من الذنوب، ثم إن سلمهم الله من ذلك فهم يخافون فوات الرضا عنهم.

الوجه الخامس: أن هذه الدعوى تتعارض مع ما جبل الله عليه الخلق من محبة ما يلائمهم، وكراهة ما ينافرهم

الوجه السادس: أن بدع كثير من أهل الإباحة والحلول والزندقة ممن ينسب إلى التعبد، نشأت من هذه الطريقة، وهي إفراد المحبة، والإعراض عن الخوف والرجاء (١)

الوجه السابع: أن أصل هذه الدعوى، وهو أن العبادة تكون بلا خوف ورجاء متلقاة عن الديانة النصرانية، فقد نقل ابن رجب رحمه الله «أن عيسى عليه السلام مر بثلاثة من الناس نحلت أبدانهم، وتغيرت ألوانهم، فقال: ما الذي بلغكم ما أرى؟ قالوا: الخوف من النيران، قال: مخلوقا خفتم، وحق على الله أن يؤمن الخائف، ثم


(١) ينظر: استنشاق نسيم الأنس ضمن مجموع الرسائل ٣/ ٢٩٢، وسيرة عبد الملك بن عمر ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٧٣، وقد تقدم عند الحديث عن نشأ التصوف تدرج هؤلاء في الكفر.