كتاب مجلة البحوث الإسلامية

معالم نقدية للعباد والصوفية - المبحث الثالث مسألة الشوق إلى لقاء الله تعالى - ج: 91 - ص: 145

قبل لقائي؟ وهل يسكن قلب المشتاق إلى غير حبيبه؟ أم كيف يستريح المحب إلى غير من اشتاق إليه؟ فقلت: يا رب تهت في حبك، فلم أدر ما أقول (١)

هذا بعض ما جاء من أقوال في مسألة الشوق إلى الله تعالى، وقد أفاد الحافظ ابن رجب رحمه الله أن الشوق إلى لقاء الله تعالى يتضمن تمني الموت ويستلزمه (٢) وأنه أجل مقامات العارفين في الدنيا (٣) وأعظم لذة تحصل للعارفين فيها، فمن أنس بالله في الدنيا، واشتاق إلى لقائه، فقد فاز بأعظم لذة يمكن للبشر الوصول إليها في هذه الدار (٤)

ومع هذه المنزلة الرفيعة لهذا المقام الجليل إلا أن ابن رجب رحمه الله في معرض حديثه عن أهله أفاد أنهم على طبقتين (٥)

---

(١) نقله ابن رجب في شرح حديث عمار (اللهم بعلمك الغيب) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٨١ - ١٨٢، واستنشاق نسيم الأنس مجموع ٣/ ٣٦٠.
(٢) ينظر: شرح حديث (لبيك اللهم لبيك) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١١١، ١٢٩، وسيأتي قريبا كلام ابن رجب في حكم تمني الموت.
(٣) ينظر: شرح حديث (لبيك اللهم لبيك) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٢٩. ') ">
(٤) ينظر: شرح حديث عمار (اللهم بعلمك الغيب) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٥٧، ١٨١. ') ">
(٥) ينظر: شرح حديث (لبيك اللهم لبيك) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٣١، وشرح حديث عمار (اللهم بعلمك الغيب) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٨١، واستنشاق نسيم الأنس ٣/ ٣٦٠.