للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذ تبين الوجه الصحيح في مسألة تمني الموت شوقا إلى الله تعالى، وأن الكمال ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه، من الأنس بربهم، والتلذذ بطاعته، فإن ما يقابله مما يقع من بعض العارفين من دعوى أنهم لا يشتاقون إلى الله عز وجل في الدنيا؛ لأنهم يشهدونه بقلوبهم حاضرا، وتباشر أنواره، ويتجلى لها فيستأنسون به، ويطمئون إليه.

فهذه الدعوى غلط أيضا، ولعلها صدرت من قائلها في حال استغراقه في مشاهدة ما شاهده، فظن أنه ليس وراء ذلك مطلب، ومعلوم أن أهل الجنة في أضعاف أضعاف ما يجده الصالحون من النعيم واللذة في الدنيا، فما يحصل في الدنيا للقلوب من تجلي أنوار الإيمان يدل على عظمة ما يحصل في الجنة، وليس بينهما نسبة