للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وأسألك الشوق إلى لقائك، من غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة» (١)

قال ابن رجب: "لأن الشوق إلى لقاء الله يستلزم محبة الموت، والموت يقع تمنيه كثيرا من أهل الدنيا؛ بوقوع الضراء المضرة في الدنيا، وإن كان منهيا عنه في الشرع، ويقع من أهل الدين تمنيه؛ لخشية الوقوع في الفتن المضلة.

فسأل – يعني الرسول - صلى الله عليه وسلم - تمني الموت خاليا من هذين الحالين، وأن يكون ناشئا عن محض محبة الله، والشوق إلى لقائه؛ ولذا قال: «من غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة»، وقد حصل هذا المقام لكثير من السلف" (٢)

ومع هذا فقد نبه رحمه الله على أنه كان كثير من الصالحين يتمنى الموت في صحته، فلما نزل به كرهه لشدته، ومن هؤلاء أبو الدرداء رضي الله عنه، وسفيان الثوري رحمه الله، وإذا كانت هذه حال هذين الصالحين، فما الظن بغيرهما؟ (٣)


(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٣٠/ ٢٦٥ رقم ١٨٣٢٥، وفيه تمام تخريجه.
(٢) شرح حديث (لبيك اللهم لبيك) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٢٩. ') ">
(٣) ينظر: شرح حديث عمار (لبيك بعلمك الغيب) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٦٠، ويراجع: شرح حديث (لبيك اللهم لبيك) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٢٩، وشرح حديث عمار (اللهم بعلمك الغيب) ضمن مجموع الرسائل ١٨١، ٣/ ٣٥٣، والحلية ١/ ٢١٧.