للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سخط فله السخط» (١)

ولكن الشأن كل الشأن هو في الرضا بالقضاء بعد وقوعه، وفي الدعاء المأثور عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أسألك الرضا بعد القضاء» (٢)

والقوم إنما تكلموا عن الرضا قبل وقوع القضاء، وهذا في الحقيقة عزم على الرضا، فإذا وقع القضاء فقد تنفسخ العزائم (٣)

كما كان سمنون (٤) يقول:

وليس لي في سواك حظ ... فكيفما شئت فامتحني

فامتحن بعسر البول فلم يصبر، وجعل يطوف على المكاتب، ويقول للصبيان: ادعو لعمكم الكذاب (٥)

وهذا في عسر بول يرجى شفاؤه، فما الظن بنار تلظى، وبلوى


(١) رواه الترمذي ٥٤٦ رقم ٢٣٩٦.
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ٣٥/ ٥٢٠ رقم ٢١٦٦٦، وفيه تمام تخريجه.
(٣) ينظر: شرح حديث (لبيك اللهم لبيك) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١١٣، وشرح حديث عمار (اللهم بعلمك الغيب) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٧٦، ويراجع: الاستقامة ٢/ ٨٦ - ٨٨، ٩٤. وفي (ص ٨٧ من الاستقامة) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وما أكثر انفساخ عزائم الناس، خصوصا عزائم الصوفية".
(٤) تقدمت ترجمته. ') ">
(٥) ينظر: حلية الأولياء ١٠/ ٣٠٩ - ٣١٠. ') ">