للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دائمة، فاللهم لا تبتلنا فتفضحنا، وارزقنا اليقين والعافية، والفقه والسداد (١)

الوجه الثاني: أنه لا ينبغي على العبد أن يتعرض للبلاء، أو يستعجله، بل يسأل الله العافية، وأن يرزقه الرضا بالبلاء إن قدر عليه البلاء (٢)

فإذا وقع القضاء فرضي العبد به، فهو دليل على أن المحبة ما زالت به حتى رقته إلى هذه المنزلة العليا (٣) فإن الرضا بالقضاء من علامات المخبتين الصادقين في المحبة، فمتى امتلأت القلوب بمحبة مولاها رضيت لكل ما يقضيه عليها من مؤلم، وملائم

فإن هذا من أعلى الأسباب التي تحقق الرضا بالقضاء، وهو الاستغراق في محبة المبتلي، ودوام ملاحظة جلاله، وجماله، وعظمته، وكماله الذي لا نهاية له، فإن قوة ملاحظة ذلك يوجب


(١) ينظر: الاستقامة ٢/ ٨٨ - ٨٩. ') ">
(٢) ينظر: شرح حديث (لبيك اللهم لبيك) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١١٣، وشرح حديث عمار (اللهم بعلمك الغيب) ضمن مجموع الرسائل ١/ ١٧٦.
(٣) ينظر: شرح حديث (إذا كنز الناس الذهب والفضة) ضمن مجموع الرسائل ١/ ٣٤٧. ') ">