للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقام الثاني: في إبطال دعوى التقرب إلى الله تعالى بالسماع.

المقام الثالث: في نقض الشبهات التي يتعلق بها المتصوفة على صحة السماع.

أما المقام الأول، فقد ذكر ابن رجب رحمه الله أن بداية الانحراف في هذا الباب حدثت بعد انقراض القرون الفاضلة (١) (٢)

وفي لفتة نفيسة مهمة تبين تدرج الشيطان بإغواء بني آدم أفاد رحمه الله أن هذا المنكر، وهو التقرب إلى الله عن طريق السماع قد تقدمه حدثان كانا بابا لانتشاره، وهما (٣)

الأول: قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء، وأوزانه، وإيقاعاته على طريقة أصحاب الموسيقى (٤)


(١) ينظر: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٣.
(٢) ينظر: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٣. ') ">
(٣) ينظر: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٣، ويراجع: الاستقامة ١/ ٣٠٤. ') ">
(٤) ذكر ابن رجب رحمه الله أن بعض المتقدمين رخص فيه؛ إذا قصد منه الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب؛ للتحزين والتشويق، والتخويف والترقيق، لكن أكثر العلماء أنكر ذلك، ومنهم من حكى الإنكار إجماعا، ولم يُثبت فيه نزاعا. قال ابن رجب مبينا رأيه: "وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبر ما يحصل له من الاستماع، حتى يصير الالتذاذ بمجرد سماع النغمات الموزونة، والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن، وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد". نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦٣، ويراجع: الاستقامة ١/ ٢٧١ - ٣٠٢.