عما ينافي ذلك ويضاده، وإن مما تقوى به الروح ما تسمعه من الحكمة والموعظة الحسنة، من سماع القرآن، والذكر، والموعظة، ومجالس الذكر، فهذا السماع حاد يحدو قلب المؤمن إلى الوصول إلى ربه، وسائق يسوقه إلى قربه، وقد مدح الله المؤمنين بهذا السماع، وذم من لا يجد منه ما يجدون، فقال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}، وقال تعالى:{فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}، وقال تعالى:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ}، فهذه الآية تتضمن توبيخا وعتابا لمن سمع هذا السماع ولم يحدث في قلبه صلاحا، ورقة، وخشوعا، فإن هذا الكتاب المسموع يشتمل على نهاية المطلوب، وغاية ما تصلح به القلوب، وتنجذب به الأرواح، المعلقة بالمحل الأعلى إلى حضرة المحبوب، فيحيا بذلك القلب بعد مماته، ويجتمع بعد شتاته، وتزول قسوته؛ بتدبر خطابه، وسماع